مقالات صحفية

هذا القسم يشتمل على مقالات صحفية خاصة بعلم الجغرافية


عودة النينيو

- "عودة النينيوجريدة الرياض، عدد 12478 (الجمعة 14 جمادى الآخرة  1423هـ، 23 أغسطس 2002م).

 

تأكد لدى العلماء بدء ظاهرة النينيو el Niño  في التشكل مرة أخرى وإن كانت أضعف من النينيو الذي حدث في عام 1417هـ (1997م) إلا أن الوقت ما يزال مبكراً لقياس مدى قوتها فقد رصدوا التغيرات في درجة الحرارة في المحيط الهادئ وتأكد لديهم تطور النينيو وبدء مرحلة التأثير التي يقدرها الله سبحانه وتعالى، ومن المتوقع أن يبلغ تأثيره أشده بداية من ديسمبر القادم على أن يبدأ يالتدريج منذ الآن. وظاهرة النينيو مهمة وتستحق المتابعة لما تجلبه معها من جفاف وحرائق في مناطق وفيضانات وأمطار في مناطق أخرى بإذن الله سبحانه وتعالى. فقد رصد ارتفاع في درجات الحرارة على المنطقة الاستوائية من المحيط الهادئ، وهو ما يعد مؤشراً لبدء نينيو جديد. ومن المعروف بأن ظاهرة النينيو el Niño تحدث نتيجة لتغير مؤقت في مناخ المنطقة الاستوائية بالمحيط الهادئ، الذي يُحدث بدوره تأثيرات متباينة على مناطق كثيرة في أنحاء العالم من جفاف وحرائق غابات، وأمطار غزيرة.

والنينيو مصطلح أسباني معناه "الطفل". وهي إشارة إلى الطفل المسيح إذ إن هذه الظاهرة تحدث في وقت (عيد الميلاد). وبينما تتسم تيارات المحيط على وجه العموم بقدر أكبر من الثبات مقارنة بالرياح إلا أن التيارات المحيطية تتنوع من حيث السرعة والاتجاه. ومن أهم هذه التغيرات ما يسمى بالنينيو el Niño، الذي يسبب تغييراً في الدورة في شرقي المحيط الهادئ المداري يحدث كل بضعة أعوام وفي هذا التغيير يتباطأ التدفق العادي للمياه الباردة من أمريكا الجنوبية نحو الغرب ليحل محله تدفق مياه دافئة من وسط المحيط الهادئ تجاه الشرق على غير العادة.

ففي العادة تهب الرياح التجارية نحو الغرب على طول خط الاستواء فتدفع مياه السطح الدافئة نحو غربي المحيط الهادئ؛ فيرتفع السطح حوالي نصف متر عما في الشرق، ويحل محل المياه الدافئة مياهاً باردة صاعدة من أسفل محملة بالعوالق الغذائية من قاع المحيط إلى السطح؛ فتكثر الأسماك عند ساحل الإكوادور، وبيرو، وكولومبيا. أما المياه الدافئة المتجمعة عند سواحل إندونيسيا والفلبين وغيرها في غربي المحيط الهادئ فتسخن الهواء الذي يعلوها فتزداد كمية بخار الماء التي تصعد وتتكثف فتسقط أمطار غزيرة في جنوب شرقي آسيا، بينما يبقى الساحل الغربي لأمريكا اللاتينية خالياً من الأمطار.

أما عندما تبدأ النينو فإن الرياح التجارية تضعف وتفشل في إزاحة مياه السطح الدافئة نحو الغرب؛ وهو ما يعكس النظام الجوي لهذه المنطقة الواسعة بالكامل، فيظهر الجفاف في جنوب شرق آسيا بسبب برودة المياه، بينما تعم الفيضانات أمريكا اللاتينية، كما تقل الثروة السمكية على شواطئ بيرو، والإكوادور، وكولومبيا بسبب قلة العوالق.

ولا يقتصر تأثير النينيو على منطقة المحيط الهادئ الاستوائية فقط بل تعم العالم تأثيراته المختلفة والمتباينة؛ فبينما تسبب زيادة سقوط الأمطار في المناطق الجنوبية للولايات المتحدة وبيرو ووسط أوروبا؛ وهو ما يتسبب في حدوث فيضانات مدمرة، تكون وراء حدوث جفاف في مناطق غرب المحيط الأطلنطي، وفي بعض الأحيان يصاحبها حرائق مدمرة في أستراليا وجنوب شرق آسيا وأعاصير في وسط الولايات المتحدة. وعموماً تشهد المناطق الصحراوية مثل المملكة العربية السعودية أمطاراً أكثر من المعتاد.

وفي عام 1417هـ (1997م) اتسم حدوث النينيو بقوة خاصة، حيث زادت درجات حرارة المحيط في شرقي المحيط الهادئ عن المستويات العادية بخمس درجات مئوية. وقد أدى هذا إلى زيادة التصاعد في شرقي المحيط الهادئ، وإلى أمطار في بيرو الساحلية ذات الجفاف الحاد عادة وبقية المناطق الجافة في العالم كالمملكة العربية السعودية وجنوب غربي الولايات المتحدة. وفي الوقت نفسه كان المحيط الهادئ الاستوائي الغربي أشد برودة من المعتاد فتسبب في الجفاف في جنوب شرقي آسيا وقد اندلعت حرائق الغابات دون سيطرة في إندونيسيا فسببت مشكلات تلوث هوائي شديدة في كوالالمبور بماليزيا، كما عصفت العواصف الشديدة بسواحل كاليفورنيا.

ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يكون هذا العام عاماً مطيراً بإذنه تعالى. فمن المعروف بأن المناطق الصحراوية الجافة كالمملكة العربية السعودية قد عانت مرات عديدة من الجفاف ومرات أخرى من كثرة الأمطار والخيرات. وتبلغ المسافة الزمنية بين فترتي الجفاف من 6 إلى 7 سنوات، وتتخلل فترتي الجفاف عادة فترة أو أكثر من السنوات السمان مختلفة القوة والتأثير. ويبدو أن هذه السنوات معروفة منذ آلاف السنين في شبه جزيرة العرب ومصر، ويذكر القرآن الكريم قصة سيدنا يوسف في مصر حيث يخاطب المصريين: "قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّا تَأْكُلُونَ. ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّا تُحْصِنُونَ. ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيْهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ" (سورة يوسف/47‑49).

ومن خلال مراجعة بعض الكتب التاريخية مثل كتاب ابن بشر "عنوان المجد في تاريخ نجد" وكتاب ابن عيسى " عقد الدرر فيما وقع في نجد من الحوادث في القرن الثالث عشر والرابع عشر" تتضح طبيعة أمطار المملكة العربية السعودية. وسأورد لذلك مثالين فقط من تاريخ ابن بشر:

في عام 1135هـ (1722م) "في هذه السنة كانت شدة عظيمة وغلاء وضيم، وهي مبادي الوقت الشديد الذي اختلفت أسماؤه وهو سحى". وفي عام 1136-1137هـ (1723-1724م) "فيها عم المحل والغلاء والقحط من الشام إلى اليمن في البادي والحاضر، وماتت الأغنام وكل بعير يشال عليه الرحل، وهثل أكثر البوادي في البلدان، وغارت الآبار وجلى أهل سُدَيْر، ولم يبق في العَطَّار إلا أربعة رجال، وغارت آباره حتى لم يبق في بلد العَوْدَة والعَطَّار إلا بيرين في كل بلد، وجلا كثير من أهل نَجْد إلى الأحساء والبصرة والعراق. وفي هذه السنة والتي تليها تلفت بوادي حرب والعمارات من عنزة، وتلف جملة مواشي بني خالد وغيرهم. "

"وفي سنة1137 هـ والمحل والقحط والغلاء إلى الغاية في هذا الوقت الشديد المسمى بسحى، ومات أكثر الناس جوعاً، وفي التي قبلها، ومات أكثر بوادي حرب وبوادي الحجاز، وغلى الزاد في الحرمين حتى لا يوجد ما يباع وأكلت جيف الحمير.

وفي عام 1137هـ (1724م) "خلال هذه السنة أنزل الله الغيث، وكثرت السيول والخصب في كل مكان، ولم تزل الشدة والموت والجوع، وماتت الزروع في كل ناحية بسبب الصفار حتى في الشام، وذلك لكثرة المطر والسيول، وكثر فيها الدبار والخيفان." وفي عام 1211هـ (1796م) "وفيها أنزل الله سبحانه سيلاً عظيماً أشفق منه كثيراً من أهل البلدان وغرق منه حلة بلد الدِّلَم ومحاها ولم يبق من بيوتها إلا القليل، وذهب لهم أموال كثيرة من الطعام والأمتعة وغيرها، ونزل على بلد حريملاء بَرَد لم يعرف له نظير وخفس السطوح وقتل بهائم وكسر عسبان النخل والأشجار وهدم الجدران حتى أشرفوا على الهلاك، ثم رحمهم الله سبحانه وتعالى وفرج عنهم، ثم جاء في الصيف سيل عظيم أشفق منه أهل البلدان وهدم بعض حوطة بني تميم وذهب بزروع كثيرة محصورة، وجاء في وادي حنيفة سيل عظيم هدم في الدرعية بيوتاً وارتفع على الدكاكين والبيوت ولم يعلم أنه قبل ذلك وصلها، وهدم العيينة بيوتاً كثيرة وسمى أهل الدرعية هذا السيل موصه."

ومن السنوات المطيرة المشهورة في نجد هي سنة الهدام (1376هـ) التي وصفها شاهد عيان هو فضيلة الشيخ إبراهيم بن عبيد آل عبدالمحسن في كتابه "تذكرة أولي النهي والعرفان بأيام الله الواحد الديان وذكر حوادث الزمان" كما يلي: "لما كان في 12/5 الموافق 22 من برج القوس من هذه السنة هطلت أمطار على القصيم واستمرت طيلة ذلك اليوم ومن الغد وبعد الغد وهكذا خمسة أيام لم يتوقف نزول الماء حتى انماعت رؤوس الحيطان وجعلت تنهار من كثرة نزول مياه الأمطار، فلقد مضى على الأمة خمسة أيام متوالية والأهالي في القصيم ينتظرون بفارغ الصبر أن يمسك الله السماء عنهم، وبما إن بريدة وضواحيها لا تزال مهددة من خطر السيول نتيجة 120 ساعة لم تتوقف الديمة عنها، وكانت سائر القصيم كذلك غير أن شدة وقعه على بريدة وضواحيها. كان مما يعجب له خوف أوقعه الله في القلوب من سكنى البيوت حيث كانوا يتوقعون أنها ستنطبق عليهم. وفي يوم الأربعاء 17 جمادى الأولى هطلت أمطار وسيول زيادة عما هم فيه من الديمة المتواصلة فتعطلت الدراسة منذ ذلك اليوم ولم يستطع البشر الجلوس داخل المنازل لشدة خرير السقوف وهذا مما يدل على قدرة الخالق وضعف المخلوق. وإذا كانت البلاد قد أقيمت من لبن وطين ومر عليها سنون لم تنزل عليها تلك الأمطار واعتادوا نزول الماء على قدر والآن لم يتوقف المطر ستة أيام عن الانهمار عليها فكيف تكون حالتهم. ولما كان في 18/5 خرجت الأمة إلى البراري خوفاً من سقوط البيوت وأصبحوا مهددين بالأخطار. ولا تزال السماء منطلقة الوكاء تصب المياه صباً وكان قد انخاط الجو وأظلمت الدنيا لفقدهم ضياء الشمس وكان القوي من يملك بساطاً يرفعه بأعواد فيجلس وعائلته تحته.

وفي ليلة 19 ليلة الجمعة أقبلت سحب متراكمة وجعل البرق يخرج من خلالها زيادة على ما هم فيه وقعقعت الصواعق ولمعت البروق وجعلت البيوت تتساقط يسمع لها دوي عظيم كصوت المدافع ولما أن اشتدت الضربة ووقعت الكربة وضاقت الحيلة فتح المسلمون أبواب البيوت وفروا هاربين إلى الصحراء لا يلوي أحد على أحد وذهلوا أموالهم ونسوا أولادهم وهنالك لا ترى أحداً يلتفت إلى أحد، وعجت الخليقة إلى ربها وفاطرها فلا تسمع بأذن من الصراخ والبكاء والضجة فاختلط الحابل بالنابل وقام ضعفاء الناس متشوشين فصعدوا إلى رؤوس المناير وجعلوا يكبرون وينادون بالأذان في منتصف الليل، وسمعت ضجة عظيمة للخلائق هذا يؤذن وذاك يصرخ والآخر يئن ويصيح من البلل وشدة البرد ونزلوا في الفضاء والتجأوا إلى شجر الأثل الذي لا يغني عنهم شيئاً يهطل عليهم الماء من فوقهم ويفيض من تحتهم، والقليل منهم التجأوا إلى ظل خيام صارت أشبه شيء بزرائب الحيوانات من كثرة من ينطوي تحت سقوفها.

وكنت لما ذهبت إلى مسجدي لصلاة الفجر وجدت القوم صفوفاً في رحبة المسجد تهطل الأمطار عليهم فلما استفهمت منهم أجابوا بأن العوائل من النساء والأطفال في الخلوة والمصابيح لا تغني شيئاً من الخرير، ولما خرجت الأمة إلى الصحاري افترشوا الغبراء فكان غالبهم الأرض فراشهم والسماء غطاؤهم بعد التقلب على الأرائك الأثيرة وأصبحوا جياعاً بعد التلذذ بصنوف المأكولات وأصبحت منازلهم أطلالاً بعدما كانت قصوراً شامخة وانقطعت بهم السبل، فلا سيارات تصلهم ولا طائرات تهبط عليهم.

هذا وقد تهدمت مساكنهم على أموالهم وأثاثهم وأرزاقهم وأصبحوا معدمين إلا من رحمة الله ربهم ثم عطف حكومتهم وبني جنسهم ممن لم يصابوا بمثل مصيبتهم، وقد اختطوا مساجد في الفضاء بعدما تهدمت بعض المساجد وبقيتها لا تكنهم سقوفها بعدما كانت عامرة. وسقط المسجد الجامع ببريدة فوزع الأهالي في صلاة الجمعة في ثمانية مساجد لأنه لم يبق من الجامع إلا أكواخ قليلة، واستمر هطول الأمطار إلى اليوم 27/ ثم أعقب ذلك ظل وغيوم.

هذا وما كان الناس يستطيعون دخول البيوت إلا لأخذ الطعام ثم يعودون وهجرت البيوت والمساكن وظلت خاوية على عروشها. ولقد حاول البريد الجوي الهبوط في مطار بريدة فلم يستطع إلى ذلك سبيلا وانقطع البريد.

وقد بعثت الحكومة بعض الخيام والمأكولات إلى المنكوبين في غرة جمادى الثانية ومن ضمنها خيمتان عظيمتان تكن المصلين في الجامع الكبير أوقات الصلوات فضربتا في رحبة المسجد لما لم يبق منه ما يكن صفين وذلك في 8/6 فكانوا يصلون فيهما نهاراً وفي الليل لا يستطيعون الجلوس فيهما لشدة البرد القارس واستمرت السحب متلاحمة قد انخاط الجو كقطعة من حديد ويتوقف المطر ثم يعود فلا إله إلا الله لو رأيت ساحة البلاد وقد نضدت بالخيام والبسط والحصير واستمر المطر والظل إلى 18/6.

ولما كان في 21/6 الموافق ليوم الثلاثاء اشتد البرد وتراكم السحاب ثم نزل في غده جليد وبرد –بسكون الراء- لم يعهد مثله، ثم في 4/7 تراكمت الغيوم وهطلت أمطار واشتد البرد ثلاثة أيام فشهران سوى يومين لم ترى الشمس فيها هذا والفقير لا يدري إلى أين يذهب بل كانت الأرض فراش الفقراء والسماء غطاءهم وتقدر البيوت التي سقطت من هذه السيول في العاصمة بريدة نفسها بثلاثة آلاف بيت هذا سوى ما كان بيسطاً من جدار وشيء يسير. ومن العجائب أن الله تعالى وقى النفوس البشرية. فمن الناس من إذا دخل بيته وأخذ ما يصلحه من بلغة الطعام والشراب ثم خرج سقط البيت لأن الضربة كانت في الأموال. وقد جرى وادي الرمة وكان جريه عظيماً وكان لا يجري إلا إذا عظم هطول الأمطار كما أن وادي الفاجرة الذي كان مجراه في قلب الخبيب جرى ومنع الداخلات والخارجات من السيارات.

وقد كثر نزول الأمطار في سائر الجهات. وكانت غالب مدن القصيم قد نكبت بخسائر من هذه السيول كعنيزة والرس والبكيرية وغيرها. كما هطلت أمطار على الزلفي من تاريخ نزول الأمطار على القصيم 12/5 إلى تاريخ 2/6 فنتج عنها ما لم ير مثله منذ عشرات السنين من أضرار بالغة في المباني والأموال فقد انهار كثير من البيوت والدكاكين وغيرهما، كما أنه هطل في يوم الأحد 28/5 صيب من الأمطار على الغاط وضواحيها سالت على إثر ذلك جميع الأودية وقبله في 14/5 استمرت الأمطار لمدة ثمانية أيام وحصل بعض الأضرار على المزارع والسدود. أما البيوت فقد خرج الكثير من أهالي البلدة عن مساكنهم نظراً لما حصل من سقوط الكثير من المنازل ولهذا من دعاء الخطباء في صلاة الاستسقاء اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا بلاء ولا هدم ولا غرق. وقد بعثت الحكومة من الخيام والطعام لمنكوبي السيول الذين أصبحوا بلا مأوى ولا طعام كما بعثت لجنة لتقويم الخسائر التي نجمت عن تلك الكوارث."

نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن تكون سقيانا سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا بلاء ولا هدم ولا غرق، وأن يكون هذا العام عام خير يعم البلاد ويسقي العباد إنه ولي ذلك والقادر عليه.