مقالات صحفية

هذا القسم يشتمل على مقالات صحفية خاصة بعلم الجغرافية


نفود الثويرات وليس نفوذ

- "نفود الثويرات وليس نفوذجريدة الرياض، عدد 9771 (الأحد 25 شوال 1412هـ،  26 إبريل 1992 م).

 

تقابل الواحد منا بين الحين والآخر أخطاء في كتابة أسماء اللوحات على الطرق ويهمل التنبيه عليها ظناً منه بأن ليس لها ذلك الضرر الكبير بسبب معرفة الناس بالمكان. وقد حدثت هذه التجربة معي فكلما ذهبت إلى القصيم قابلتني لوحة " نُفُوْذ الثُّويْرَات " وقد كتبت بالذال بدلاً من الدال. ولم أعبأ بهذا حتى سمعت بعض طلابي وبعض زملائي من الأساتذة ينطقها " نُفُوْذ الثُّويْرَات" كما كتبت باللوحة ويشيرون إلى مصدرهم وهي اللوحة المذكورة. فقررت بعدها التنويه عن هذا الخطأ راجياً من المسؤولين بوزارة المواصلات سرعة تصحيح اللوحة وهو عمل يسير.

والنُفُوْد هو الرمل المتراكم ويجمع على نِفْدٍ ونِفْدَان، وتصغيره نُفَيِّد وهو استعمال شائع في المملكة العربية السعودية. ويبدو بأن ليس له أصل في اللغة العربية فقد بحثت عنه في المعاجم المعروفة فلم أجد له ذكراً. يقول حمد الجاسر (1401هـ،ج4، ص 1750): " يطلق المعاصرون كلمة النُّفُوْد على كثبان الرمال المتراكمة فيقولون: نُفُوْد الدَّهْنَاء، ونُفُوْد السِّر، ونُفُوْد البَتْرَاء، والنُّفُوْد الكَبِيْر، ويقصدون بالأخير ما يسمَّى قديماً رِمَالُ عَالِج. ويرى بعضهم أن الكلمة تحريف النُّهُوْد، جمع نَهْدٍ، ومنه النَّهْدَاء، وهي الرملة المشرفة".ا.هـ. قال ابن منظور (ج3،ص 430): "النَّهْدَاء من الرمل، ممدود: وهي كالرابية المتلبدة كريمة تنبت الشجر، والنَّهْدَاء الرملة المشرفة". قلت: من الطريف أن مصطلح "نُهُوْد" وتصغيره "نُهَيِّد" لا زال يستخدم في السودان بنفس دلالة "نُفُوْد" في المملكة العربية السعودية. بل إن كلمة "نُفُوْد" للدلالة على شكل الرمال لا تكاد تعرف عندهم، وهذا يؤيد الرأي القائل بأنها فعلاً تحريف للكلمة العربية "نُهُوْد".

أما نُفُوْد الثُّويْرَات فهو يبدأ بعد نهاية نُفُوْد المَظْهُوْر ويبلغ طوله 250 كم، منها 126 كم يمثلها نُفُوْد عُرَيْق البُلْدَان الذي يطلق على الجزء الجنوبي من نُفُوْد الثُّويْرَات ابتداءً من دَرْب أبَا الصَّلابِيْخ المزفت الذي يربط بين حَمَادَة الغَاط وأم حَزْم عند خط عرض 50َ 25oشمالاً. وعرض نُفُوْد الثُّويْرَات يتناقص باطراد نحو الجنوب فيبلغ أقصى عرض له 70 كم في الشمال عند خط عرض 50َ 26oشمالاً، وعند مدينة الزُّلْفِي يبلغ 22   كم فقط، ويستمر نحو الجنوب بعرض لا يزيد متوسطه عن 10 كم فقط. وأقل عرض لنُفُوْد الثُّويْرَات وامتداده عُرَيْق البُلْدَان هو 2 كم فقط إلى الشمال الشرقي من مدينة أُشَيْقِر بنحو 6 كم وذلك في عُرَيْق البُلْدَان. وتسمية نُفُوْد الثُّويْرَات قديمة ولا تزال توجد في شمال مدينة الزُّلْفِي قرية تسمى الثُّوَيْر ذكر ذلك العبودي (1410هـ،ج2،ص 692)، أما عُرَيْق البُلْدَان فاسمه القديم هو الرَّغَام. والرَّغَام دقاق الرمل ومنه أرغمته إذا ألصقت خده بالرغام ذكر ذلك ابن خميس (1400هـ،ج1،ص 468).