"بحار الرمال في المملكة العربية السعودية"، عدة طبعات.
رواسب الرمال الريحية هي النمط الأكثر وفرة من الرواسب السطحية في المملكة العربية السعودية. وأغلب هذه الرواسب توجد في أربعة بحار رملية رئيسية هي الرُّبْع الخَالِي والنُّفُود والدَّهْنَاء والجَافُورَة. وهي تغطي حوالي نصف مساحة الجزء الرسوبي من المملكة، خاصة إذا أضفنا مساحات كبيرة وصغيرة من الرمال متناثرة هنا وهناك على الرف العربي. كما توجد تجمعات رملية كثيرة أصغر حجماً على الدرع العربي نفسه مرتبطة بالوديان الرئيسية أو السهول الطميية الشاسعة، بالإضافة إلى كثبان صغيرة الحجم في تِهَامَة تذري في اتجاه التلال السفلى من الجرف. ويقدر أن مساحة الرمال في المملكة تكاد تصل إلى ثلث مساحتها.
ولأهمية موضوع الرمال في المملكة العربية السعودية جرى إفراده بدراسة مستقلة ترمي إلى تحقيق الأهداف التالية:
1- دراسة نشأة الرمال وتوزيعها ومصادرها وحركتها في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية.
2- دراسة توزيع الرمال في هضبة نَجْد المتبلورة. وقد جرى دراسة ثماني مناطق رملية مختلفة المساحة، بعضها نادراً ما يظهر في البحوث والدراسات، وبعضها يدرس لأول مرة خاصة المساحات الصغيرة من الرمال.
3- دراسة توزيع الرمال في مناطق الجالات، والربط بينها وبين مواقع الجالات في نسق يسهل على القارئ فهم طبيعة إرساب تلك الكميات الهائلة من الرمال في مقدمة الجالات.
4- دراسة بحار الرمال الرئيسية مثل النُّفُوْد الكَبِيْر وصحراء الدَّهْنَاء والرُّبْع الخَالِي ورمال الجَافُوْرَة. وهنا جرى تتبع الرمال وأشكالها، وأبعادها، وأسماء العروق المختلفة بها.
5- الاهتمام بالمصطلحات التي يستخدمها السكان المحليون في المملكة العربية السعودية لوصف أشكال الرمال المختلفة، وقد أُفْرِد لها ملحق في آخر البحث. وبعض هذه المصطلحات يرد لأول مرة في المصادر التي عالجت الرمال حسب علمي.
6- حساب مساحات المناطق الرملية المختلفة باستخدام البلانيميتر الألكتروني وقد أثبتت مساحات كل منطقة رملية عند الحديث عنها، وأكثر هذه المناطق يجري حساب مساحتها لأول مرة.
مصادر البحث:
توجد معلومات متناثرة عن مناطق الرمال في شبه الجزيرة العربية في عدد من الكتب العامة عن جغرافية شبه الجزيرة العربية، ورسائل الماجستير والدكتوراه التي عالجت نقاطاً محددة تتعلق بانسياق الرمل وزحفه. وقد اهتم أبو الخير (1993م) بحصر البحوث والرسائل العلمية التي عالجت مشكلات انسياق الرمال وزحفها في المملكة العربية السعودية، وذلك في مقالة نشرها في مجلة جامعة الملك سعود. وفيها نحو 55 مرجعاً اهتمت ببعض جوانب المشكلة الرملية في المملكة.
وقد أشير في هذا البحث إلى معظم المصادر التي درست حركة الرمال من بحوث منشورة ورسائل علمية لم تنشر في فصل حركة الرمال. على أن هدف البحث يتعدى كونه حصراً لما أنجز من دراسات، ولذا فإن المصادر التي اعتمد عليها تندرج تحت ثلاثة أقسام:
1- الدراسات التي أشارت إلى نشأة الرمال وتوزيعها ومصادرها وحركتها مثل بحوث بعض الجيولوجيين من منسوبي مصلحة المساحة الجيولوجية الأمريكية، والدراسات التي أجريت بغرض معرفة اتجاهات الزحف ومقداره وتأثيره على النشاط البشري.
2- البحوث التي تناولت مناطق الرمال ضمن دراسة عامة عن جغرافية شبه الجزيرة العربية مثل أبحاث الدكتور عبدالله الغنيم، ومجلدات المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية مما ألَّفَه حمد الجاسر، وعبدالله بن خميس، ومحمد العبودي، وسعد بن جنيدل. وهذه المراجع كانت الأساس الذي اعْتُمِد لبيان الأسماء القديمة لمناطق الرمال وما قيل فيها من أدبٍ.
3- مجموعة خرائط تفصيلية من إنتاج مصلحة المساحة الجوية بوزارة البترول والمعادن مقاس 500.000:1 و 250.000:1 . وقد أتاح توفرها للباحث أن يستقصي حدود المناطق الرملية واتجاهاتها والأودية القريبة منها، وبيان أقسامها، وأسماء عروقها، وحجم مساحاتها. إضافة إلى استخدامها في رسم خرائط لجميع المساحات الرملية التي ذكرت في البحث.