الوعي الأخضر
بشرى بوادر حركة شعبية لتنمية الغطاء النباتي الطبيعي في الأودية ومنابت الشجر في الرياض والفياض والسهول والرمال؛ وهو توجه مبارك يقوده إحساس متنام بالتدهور الهائل للغطاء النباتي في البيئات الطبيعية، وضرورة إعادة تأهيل تلك البيئات إلى سابق عهدها في وفرة الأشجار التي تحمي التربة من الانجراف وتمثل مصدراً لا ينضب من البذور ومصداً للرياح العاتية، كما توفر مراعي خصبة لنباتات مستساغة محلية قد تأقلمت مع قلة الرطوبة وشظف العيش. إننا نستبشر خيراً بهذه الأخبار الشعبية التي تزف إلينا تباعاً من المحمل والوشم والزلفي والقصيم وحائل، جهود تقودها جمعيات من المتطوعين الشباب، وهذا فأل خير إذ إن تأسيس المعرفة البيئية وغرسها في أذهان الأطفال والشباب هو الذي يقوم عليه هذا الأساس مما يؤذن بنشوء جيل من الشباب لديهم من الوعي البيئي ما يجعلهم أكثر فهماً لفائدة الأشجار وما تؤديه من دور حيوي في حياة المجتمع. ومن أجل خلق هذا الوعي الأخضر وغرسه في عقول الأجيال الشابة ينبغي إشراك أطفال المدارس في عملية إنتاج الشتلات ثم غرسها، وتسميتها بأسمائهم مما يجعلهم فخورين ومزهوين بفاعليتهم في المحافظة على البيئة. وهنا يكون مفهوم المحافظة على البيئة نتاجاً لتجربة محفورة في ذهن الطفل بدلاً من أن يستمده من منهج نظري. (والصورة لشجرة طلح عملاقة من مجموعة الأستاذ محمد الشاوي، فلم يكن الناس يعانون في العثور على أشجار ظل بهذا الحجم وأكبر من ذلك).