صدر كتاب "الشماسية" للمؤلف عن جمعية البر الخيرية بمحافظة الشماسية التي تأسست عام 1408هـ في أكثر من 900 صفحة من القطع الكبير. والجمعية تقدم خدماتها الخيِّرة على نطاق واسع في المحافظة بالإضافة إلى اهتمامها بالفقراء والمعوقين والتفكك الأسري وإقامة المراكز الصيفية وإفطار الصائمين ودعم حفظة القرآن الكريم والمسلمين الجدد وتطوير الخدمات الصحية والتوعية والتثقيف وترميم المساجد. وكان من أكبر المتحمسين لها فضيلة الشيخ صالح بن إبراهيم البليهي يرحمه الله الذي كان يشغل رئاسة جمعية البر في مدينة بريدة.
والكتاب توضيح لتاريخ ومعالم مدينة الشماسية يزود الباحث بمطلبه عن معلومات تتعلق بالتاريخ والمعالم والعادات والتقاليد الاجتماعية لمدينة صغيرة نموذجية بواحاتها القديمة ومزارعها الحديثة وحدائقها وأحيائها الجديدة بجانب آثارها القديمة. بالإضافة إلى المناظر الطبيعية مثل التلاع والشعاب الكثيرة جداً التي تشكل وقت هطول الأمطار شلالات رائعة يندر وجود مثلها -بضخامة العدد والتشكيل البديع- في غيرها. ومما يضفي على الشماسية روعة وجمالاً وقوعها بين ظاهرتين طبيعيتين متضادتين؛ الجبل الصلب من الشرق والنفود السهل من الغرب. وقد صدرت النسخة الأولى من هذا الكتاب عن طريق الرئاسة العامة لرعاية الشباب في سلسلة "هذه بلادنا" تحت رقم (25) عام 1410هـ. ومنذ ذلك الوقت ظهرت الحاجة إلى إعادة طباعته وتزويده بما نقص من معلومات عن مختلف أوجه الحياة الاجتماعية والاقتصادية.
إن هذا الكتاب ليس دعوة للإقليمية الضيقة وليس انتقاصاً من قدر أحد كما أنه ليس مجاراة لأحد فالهدف الأسمى هو تسجيل مآثر هذه المدينة وحفظ بعض من تاريخها وأسماء رجالها من أجل تخليد ذكراهم ليتذكرهم أبناؤهم وأحفادهم ممن ولدوا في نعمة الأمن والأمان ورغد العيش التي أفاء الله بها بعد أن وفق الله جلالة الملك عبدالعزيز يرحمه الله إلى توحيد هذه البلاد بعد الفرقة وحكّم شرع الله فيها مما أمن سبلها فاستقرت ثم تتابع بعده أولاده على نهجه وتفجرت الخيرات وها هي على عهد خادم الحرمين الشريفين في تقدم وازدهار.
ومن الجدير بالذكر أن هذا الكتاب لا يعد رصداً كاملاً لما لدى أهل الشماسية من قصص وأشعار وتجارب فما لم يسجل أكثر مما سجل، وأصدق وصف لهذا الكتاب هو أنه مجموعة نماذج للتجارب التي مر بها بعض أهالي الشماسية. وقد أحسن الأستاذ الدكتور أبو أوس إبراهيم الشمسان أستاذ اللغة والأدب بجامعة الملك سعود حينما قال في جريدة اليوم (19 جمادى الآخرة 1422هـ-عدد 102119): "هذا الكتاب كان ثمرة جهد جماعي لأهل هذه المحافظة وهو ذو غرض خيري، إذ طبعه المهندس صالح بن محمد المطرودي وفاعل خير، أما ريع الكتاب فهو للجمعية الخيرية بالمحافظة، إنه مثال للعمل العلمي التوثيقي الهادف للخير إعداداً وتسويقاً، وإني لأرجو أن يحتذى."ا.هـ.
ونحن نشارك الأستاذ الدكتور أبو أوس دعوته فما يسرنا أكثر من رؤية كتب عن بلدان مملكتنا الغالية توثق فترات لم يعشها الجيل الحاضر ويخشى من زوال أخبارها بموت من عاشوها وعايشوها.